فصل: أسماء أمهات المؤمنين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله يسترقون؟ فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة بيت، بتزوجه عليه السلام بنت سيد قومه.
ثانيا: وكذلك تزوجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب التي أسرت بعد قتل زوجها في غزوة خيبر ووقعت في سهم بعض المسلمين فقال أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة، لا تصلح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضوا الأمر على الرسول الكريم، فدعاها وخيرها بين أمرين:
أ- إما أن يعتقها ويتزوجها عليه السلام فتكون زوجة له.
ب- وأما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها.
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له، وذلك لما رأته من جلالة قدره، وعظمته وحسن معاملته، وقد اسلمت وأسلم بإسلامها عدد من الناس، روي أن صفية رضي الله عنها لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله، فقالت يا رسول الله: إن الله يقول في كتابه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164].
فقال لها الرسول الكريم: اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك، فقالت يا رسول الله: لقد هويت الإسلام، وصدقت بك قبل أن تدعوني إلى رحلك، ومالي في اليهودية أرب، ومالي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله احب إلي من العتق، وأن أرجع إلى قومي، فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه.
ثالثا: وكذلك تزوجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الذي كان في ذلك الحين حامل لواء الشرك، وألد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسلمت ابنته في مكة، ثم هاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها، وهناك مات زوجها فبقيت وحيدة فريدة، لا معين لها ولا أنيس، فلما علم الرسول الكريم بأمرها أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه أياها، فأبلغها النجاشي ذلك فسرت سرورا لا يعرف مقدراه إلا الله سبحانه، لأنها لو رجعت إلى أبيها أو أهلها لأجبروها على الكفر والردة، أو عدبوها عذابا شديدا، وقد أصدقها عنه أربعمائة دينار مع هدايا نفيسه، ولما عادت إلى المدينة المنورة تزوجها النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ولما بلغ أبا سفيان الخبر أقر ذلك الزواج وقال: هوالفحل لا يقدع أنفه فافتخر بالرسول ولم ينكر كفاءته له، إلى أن هداه الله تعالى للإسلام.
ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في تزوجه عليه السلام بابنة أبي سفيان فقد كان هذا الزواج سببا لتخفيف الأذى عنه وعن أصحابه المسلمين، سيما بعد أن أصبح بينهما نسب وقرابة، مع أن أبا سفيان كان وقت ذاك من ألد بني أمية خصومة لرسول الله، ومن أشدهم عداء له وللمسلمين، فكان تزوجه بابنته سببا لتأليف قلبه وقلب قومه وعشيرته، كما أنه صلى الله عليه وسلم اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها، فما أكرمها من سياسة، وما أجلها من حكمة؟

.أمهات المؤمنين الطاهرات:

بعد أن تحدثنا عن حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم نتحدث الآن عن أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله تعالى عليهن.
فقد اختارهن الله لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكرمهن بهذا الشرف العظيم، شرف الانتساب إلى سيد المرسلين، واختارهن من صفوة النساء، وجعلهن أمهات المؤمنين، في وجوب الاحترام والتعظيم، وفي حرمة الزواج بهن حتى بعد وفاته عليه السلام تكريما لرسوله فقال وهو أصدق القائلين: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6].
وقال تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} [الأحزاب: 53].
قال القرطبي: في تفسيره الجامع لأحكام القرآن ما نصه: شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم، بأن جعلهن أمهات للمؤمنين، أي في وجوب التعظيم، والمبرة، والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال، فكان ذلك تكريما لرسوله، وتشريفا لهن.

.أسماء أمهات المؤمنين:

وأمهات المؤمنين اللواتي تزوجهن الرسول الكريم هن كالآتي:
أولا: السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
ثانيا: السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها.
ثالثا: السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها.
رابعا: السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
خامسا: السيدة زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها.
سادسا: السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.
سابعا: السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية رضي الله عنها.
ثامنا: السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها.
تاسعا: السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
عاشرا: السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
وأخيرا: السيدة صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.
1- السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
هي أول أزواجه عليه السلام. تزوجها الرسول الكريم قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي ثيب أرملة بنت أربعين سنة، وقد كانت عند أبي هالة ابن زرارة أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الإصابة.
وقد اختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها، ووفرة ذكائها، وكان زواجه بها زواجا حكيما موفقا، لأنه كان زواج العقل للعقل، ولم يكن فارق السن بينهما بالأمر الذي يقف عقبة في طريق الزواج، لأنه لم يكن الغرض منه قضاء الوطر والشهوة وإنما كان هدفا إنسانيا ساميا، فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة، وتحمل أعباء الدعوة، وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية، العاقلة الذكية، لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة، ونشر الرسالة، وهي أول من آمن به من النساء.
ومما يشهد لقوة عقلها، وسداد رأيها، أن الرسول عليه السلام حين جاءه جبريل وهو في غار حراء رجع إلى زوجه يرجف فؤاده، فدخل عليها وهو يقول: «زملوني زملوني»، حتى ذهب عنه الروع، فحدث خديجة بالخبر وقال لها: لقد خشيت على نفسي، فقالت له: أبشر، كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. والحديث في الصحيحين.
قضى الرسول مع خديجة زهرة شبابه، فلم يتزوج عليها، ولا أحب أحدا مثل حبه لها، وكانت السيدة عائشة تغار منها مع أنها لم تجتمع معها ولم ترها، حتى تجرأت مرة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم لها فقالت:
وهل كانت إلا عجوزا في غابر الأزمان، قد أبدلك الله خيرا منها؟ تعني نفسها فغضب صلى الله عليه وسلم من هذه الكلمة وقال لها: «لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء» قالت: فلم أذكرها بسوء بعده أبدا.
وروى الشيخان عنها أنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما عرت على خديجة، وما رأيتها قط، ولكن النبي يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يبعثها في صدائق خديجة، وربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: «إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد».
عاشت مع الرسول خمسا وعشرين سنة، خمس عشرة قبل البعثة، وعشرا بعدها، ولم يتزوج الرسول الكريم امرأة عليها، ورزق منها جميع أولاده ما عدا إبراهيم. وحين انتقلت إلى رحمة الله راضية مرضية كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ الخمسين من العمر، وليس عنده سواها، فلم يعدد زوجاته إلا بعد وفاتها، لبعض تلك الحكم التي ذكرناها، رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
2- السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها:
تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة. وهي أرملة السكران بن عمرو الأنصاري، والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سنا من رسول الله، أنها كانت من المؤمنات المهاجرات، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية، فأصبحت فريدة وحيدة، لا معيل لها ولا معين، ولو عادت إلى أهلها- بعد وفاة زوجها- لأكرهوها على الشرك، أو عذبوها عذابا نكرا ليفتنوها عن الإسلام، فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها، وهذا هو منتهى الإحسان والتكريم لها على صدق إيمانها وإخلاصها لله ولرسوله.
ولو كان غرض الرسول الشهوة- كما زعم المستشرقون الأفاكون- لاستعاض عنها- وهي الأرملة المسنة التي بلغت من العمر الخامسة والخمسين- بالنواهد الأبكار، ولكنه عليه السلام كان المثل الأعلى في الشهامة، والنجدة، والمروءة، ولم يكن غرضه إلا حمايتها ورعايتها، لتبقى تحت كفالته عليه أفضل الصلاة والتسليم.
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها:
تزوجها عليه السلام وكانت بكرا، وهي البكر الوحيدة من بين نسائه الطاهرات فلم يتزوج بكرا غيرها، وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن، بل كانت أعلم من أكثر الرجال، فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة، يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم.
روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.
وقال أبو الضحى عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله يسألونها عن الفرائض.
وقال عروة بن الزبير: ما رأيت امرأة أعلم بطب، ولا فقه، ولا شعر من عائشة.
ولا عجب فهذه كتب الحديث تشهد بعلمها الغزير، وعقلها الكبير، فلم يرو في الصحيح أحد من الرجال أكثر مما روي عنه إلا شخصان هما: أبو هريرة، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وكان عليه السلام يحب عائشة أكثر من بقية نسائه وكان يعدل بينهن في القسمة ويقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤخذني فيما لا أملك.
ولما نزلت آية التخيير بدأ بعائشة فقال لها: إني ذاكر لك أمرا فلا تعجلي حتى تستأمري أبويك، قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه فقرأ عليها: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} [الأحزاب: 28] الآية، فقالت: أوفي هذا استأمر أبوي! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
ولقد كانت مصاهرة الرسول للصديق أبي بكر، أعظم منة ومكافأة له في هذه الحياة الدنيا، كما كان خير وسيلة لنشر سنته المطهرة، وفضائله الزوجية، وأحكام شريعته، ولاسيما ما يتعلق منها بالنساء كما بينا عند ذكر الحكمة التعليمية.
4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها:
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أرملة، وكان زوجها خنيس بن حذافة الأنصاري قد استشهد في غزوة بدر، بعد أن أبلى بلاء حسنا، فقد كان من الشجعان الأبطال، الذين سجل لهم التاريخ أنصع الصفحات في البطولة والرجولة، والجهاد.
وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت الرسول، ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم فكان ذلك أعظم إكرام ومنة وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب.
أخرج الإمام البخاري عن عبد الله به عمر رضي الله عنهما: أن عمر حين تأيمت حفصة من خنيس بن حذافة- وكان شهد بدرا وتوفي بالمدينة- لقي عثمان فقال: إن شئت أنكحتك حفصة؟ قال: سأنظر في أمري، فلبث ليالي، فقال: قد بدا لي لا أتزوج، قال عمر: فقلت لأبي بكر إن شئت أنكحتك حفصة، فصمت، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبث ليالي ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه.
فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة، فلم أرجع إليك شيئا؟ قلت: نعم، قال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا أني علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها. فلم أكن لأفشي سره، ولو تركها لقبلتها.
أقول: هذه لعمر الحق هي الشهامة الحقة، بل هذه هي الرجولة الصادقة، تظهر في فعل الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه فهو يريد أن يصون عرضه، فلا يرى في نفسه غضاضة أن يعرض ابنته على الكفء الصالح، لأن الزواج خير وسيلة للمجتمع الفاضل، فأين نحن اليوم من جهل المسلمين بأحكام الإسلام وجماله الناصع؟ يتركون بناتهم عوانس حتى يأتي الخاطب، ذو المال الكثير، والثراء الوفير؟!.
5- السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها:
تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر، وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه، الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر، وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى، وتضميد جراحهم، لم يشغلها استشهاد زوجها عن القيام بواجبها، حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين. ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها، وجبر خاطرها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين.
يقول فضيلة الشيخ محمد محمود الصواف في رسالته القيمة زوجات النبي الطاهرات بعد أن ذكر قصة استشهاد زوجها وما فيها من سمو وعظمة: وكانت قد بلغت الستين من عمرها حينما تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تعمر عند النبي الكريم سوى عامين، ثم توفاها الله إليه راضية مرضية. فما رأي الخراصين بهذا الزواج الشريف، وغايته النبيلة؟ وهل يجدون فيه شيئا مما يأفك الأفاكون؟
أيجدون فيه أثرا للهوى والشهوة؟ أم هو النبل، والعفاف، والعظمة والرحمة، والفضل، والإحسان، من رسول الإنسانية الأكبر، الذي جاء رحمة للعالمين.
فليتق الله المستشرقون المغرضون، وليؤدوا أمانة العلم ولا يخونوها في سبيل غايات خبيثة استشرقوا ودرسوا العلوم الإسلامية خاصة للدس، والكيد، والنيل من سيد الأنسانية محمد عليه السلام.
6- السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها:
تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته، وكان قد تزوجها زيد بن حارثة ثم طلقها فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لحكمة لا تعلوها حكمة في زواج أحد من أزواجه، وهي إبطال بدعة التبني كما مر معنا عند ذكر الحكمة التشريعية.
وهنا يحلو لبعض المغرضين، الحاقدين على الإسلام وعلى نبي الإسلام، من المستشرقين الماكرين، وأذنابهم المارقين، أن يتخذوا من قصة تزوج الرسول الكريم بزينب منفذا للطعن في النبي الطاهر الزكي، ويلفقوا الشبه والأباطيل، بسبب بعض الروايات الإسرائيلية، التي ذكرت في بعض كتب التفسير.